الجمعة، 26 ديسمبر 2008

ولا يمهلني القدر .....
لم يمهلني أن أعاصره..
أن أحيا معه...
أن أستمتع به ...
لم يمهلني ..
أن أضحك و هو يحملني في سعادة كباقي الأطفال..
لم يمهلني...
أن أمشي جواره و هو يعتصر
كفي الصغير في حنان يده الكبيرة
خوفاَ علي..
-------------------
لم يمهلني ...
أن أستمع لحكاياتهه قبل نومي علي
صدره و بين ذراعيه...
لم يمهلني..
أن أضحك فرحاناَ لمداعبته لي...
لم يمهلني...
أن أبكي فراقه في صباح أول يوم دراسة
وأن أبكي فرحاَ آخر هذا اليوم
و هو يحتضي في الزوال...
لم يمهلني...
أن أشاهد فرحة عينيه بعد نتائج المدرسة.
لم يمهلني...
أن أصادقه ...
أن أحكي له كل أسراري ...
أن استشيره في أمور حياتي ...
أن نضحك سوياَ علي الدعابات
و الغمزات..
و أنا احكي له عن صديقاتي المقربات ..
-----------------------------
لم يمهلني...
أن احس فخر اعتماده علي
في أمر و لو كان هيناََ
لم يمهلني
أن أعد له حتي قدح قهوته المفضلة...
لم يمهلني .....
أن استمتع بحنان ألم معاقبته
علي مخالفتي لأي أمر قاله....
---------------------------
لم يمهلني......
أن أفرح بعفوه.....
أن اتأثر بطريقته......
لم يمهلني.....
أن ابتسم و هو يغمز لي بعد إقناع
أمي بأي شئ أريده.....
لم يمهلني...
أن استمع لنصائحه....
لتحذيراته....
لوعوده......
لم يـــــــمهلني........
لم يمهلني ....
أن أفرح بمكافئته لي....
أن أفرح بمفاجآته.....
لم يمهلني...
أن أدخل عليه بعد نتيجة الثانوية
حزيناَ مخادعاَ ..
ثم أكشف له عن الحقيقة فيطير فرحاَ........
لم يمهلني......
أن يكون بجانبي و أنا أحقق أمله...
و ألتحق بكلية الهندسة..
--------------------
لم يمهلني......
أن يتغاضي عمداَ عن هروبي
بالسيارة سراَ لأتباهي أمام أصدقائي
لم يمهلني.....
أن انتظره في بعض الأيام لكي
يقلني من الجامعة
لم يمهلني....
أن أحس بقلقه علي إذا ما حدثت
مشاجرة من تلك التي تحدث
بين الشباب.....
--------------------------
فقط أمهلني القدر....
و أعطاني كل الوقت...
لكي أقول ((رحمه الله)) كلما ذكرته
أو سألني أحد عنه....
و أن أقرأ له الفاتحة كلما ذكرته في سري
و أن يحدثني الناس بحساسية
-لا مبرر لها عندي- عن هذا الموضوع
و أن اتظاهر بالامبالة و أحيانا
أرسم بسمة إذا ما ذ ُكر.....
و أن أخفي شعوري بالحزن....
بالأشتياق إلي أشياء لم أجربها....
أشياء تٌحكي لي و أراها بعيني...
أن أقول لأي طفل مع أبيه
((ربنا يخليهولك)) ....
علي عكس كل الناس يقولون ذلك للأب....
و أن ابتسم في حرقة و فرحة
عندما أري طفلاَ يحمله أبوه
أو يضحك معه كداعباَ....
آااااااه.............
كم أشتاق إليك يا أبتي....
لكي أقول كالعادة...
رحمه الله ...
و الحمد لله .........
..........
.........
.........
........

هناك تعليقان (2):

Angel Mentos يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
هوندا يقول...

:)
بجد مؤثرة جداً ومعبرة جداً بس صدقنى فى ناس والدها موجود وبيتمنو نفس الاحاسيس الى انت اتمنتها دى
يعنى الحمدلله ان والدك سايب لك ذكرى جميلة :)
ربنا يرحمه يارب ويغفرله
انا فعلاً كان نفسى اشوفه من كتر الكلام الى سمعته عنه